مـنـتـديـات *¤ô§ô¤* تـوتـي *¤ô§ô¤*
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنـتـديـات *¤ô§ô¤* تـوتـي *¤ô§ô¤*

*¤ô§ô¤* ۩ مــرحــبــا بــكــم ۩*¤ô§ô¤*
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطفل والمحيط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الـمـديـرهـ الـعـامـه
مشرف نشط
مشرف نشط
الـمـديـرهـ الـعـامـه


المساهمات : 159
تاريخ التسجيل : 29/06/2008
العمر : 35
الموقع : داخل قلبها

الطفل والمحيط Empty
مُساهمةموضوع: الطفل والمحيط   الطفل والمحيط Icon_minitimeالإثنين يونيو 30, 2008 11:30 am

من المبادي الاساسية التي لايمكن تجاهلها أو التغافل عنها، هو أثر المحيط القوي والفعال في تكوين شخصية الفرد. فالطفل في بداية ولادته يأخذ بالتأثر والانفعال بالمحيط، ويبدأ بالتفاعل معه والاكتساب منه... فيقتبس مختلف انماط السلوك والمعتقد وأساليب العيش والانحراف، فللوالدين وسلوك العائلة ووضع الطفل فيها مثلاً دور كبير في بلورة شخصية الطفل وتحديد معالمها، كما للمعلم وأصدقاء الطفل وللمجتمع ووسائله الفكرية والاعلامية وعاداته وأسلوب حياته سلطان كبير على سلوك الطفل وتفكيره، غير أن من الامور المهمة التي يجب أن نلاحظها هنا، وانطلاقاً من فلسفة الاسلام العامة، هي أن العالم الخارجي بالنسبة للانسان وبمختلف مصادره، ومع شدة تأثيره لايقرر كلياً وبصورة حاسمة والى الابد مواقف الانسان وشخصيته، بل الارادة والقوة الذاتية سيكون لهما الدور الفعال في تحديد السلوك والمعتقد. ذلك لان الانسان في نظر الاسلام حُر مختار يمكن أن يتصرف في اختيار المواقف وتحديد أنماط السلوك، ولكن هذه الارادة كما هو واضح تنمو مع الطفل وتقوى كلما نما وقوي حتى تكتمل وتنضج مُواكِبة نمو واكتمال شخصيته العامة، وأما في مرحلة الطفولة فسيكون للعالم الخارجي ولموضوعاته الاثر الاكبر والبالغ الاهمية في تشكيل الذات وتكوينها، لانعدام الارادة والقدرة أو ضعفها عن التمييز والاختيار في هذه المرحلة.
ومن الواضح أن تأثير العالم الخارجي ـ البيت والمدرسة والمجتمع ـ لايقف عند مرحلة الطفولة، بل إنّ مايشاهده الطفل، أو ينفعل به، أو يسمعه، أو يعاينه، يبقى ذا مغزى ومدلول عميق مترسباً في أعماق العقل الباطن، يفعل ويؤثر، وينازع الارادة في المستقبل ويقلقها ويثير المتاعب أمامها، أو على العكس من ذلك إذا كان مما يوافقها.
وإذن فقد يعين العالم الخارجي الانسان على السلوك الخيِّر البناء، وقد يحرفه نحو سلوك شرِّير هدّام.
من هنا جاء التأكيد في التربية الاسلامية على القيم والاخلاق والمبادي كحقائـق مستقلـة متعاليـة على تأثيـرات الواقع لتسلـم من انحرافاتـه واثاره.
ولذا أيضاً صار الاهتمام بالغاً بتربية الارادة، لما لها من دور وفاعلية في حياة الفرد والشعوب والامم. فبالارادة المنفصلة عن تأثيرات المحيط والملتزمة بالقيم والمبادي المتعالية على واقع العالم المحيط بالانسان برز القادة والمفكرون والمصلحون، ونادوا بالثورة على الواقع وتغييره، بعد أن اكتشفوا مواطن الداء والانحراف فيه، واستطاعوا أن يصنعوا موضوعاً اجتماعياً جديداً بواسطة الارادة والفكرة المجردة.
وهذا التقويم الواقعي المسنود من قبل منطق التأريخ ومردود حركته، والذي يعطي الانسان القيمة الحقيقية في هذا الكون، ويضعه موضع الايجابية والفاعلية، هو تقويم الاسلام الذي جاء صريحاً بقول الله الحق: (بل الانسان على نفسه بصيرة* ولو ألقى معاذيره).
ويقول الرسول (صلى الله عليه وآله) : (لاتكن إمعة تقول أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، بل وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم)(13).
وإذن الى جانب الاعتناء بالارادة، أو بذاتية الانسان الداخلية وقوة اختياره يلجأ الاسلام الى الاهتمام بالبيئة الخارجية، لانها الاداة التي تمد الذات بألوان من الصور والانفعالات، وتعمل على ملء محتوى الانسان عن طريق الحس، لذا كان الاعتناء بما يغذي الانسان من معلومات خارجية ـ بيئية ـ تساهم في بناء ذاته أمراً ضرورياً واسلوباً من اساليب حماية الشخصية وتنقيحها.
من هنا كان واجباً على التربية أن تبعد الطفل عن كل ماله تأثير سيّىء وضار في نفسه، وأن تحيطه بجو يساعده على النمو السليم، ويحفظه من التعقيد والانحراف، وسواء في المحيط الاجتماعي أو الطبيعي وذلك لان للظواهر الطبيعية أثراً فعالاً ومؤثراً في نفسية الطفل، كما للظروف الاجتماعية تأثيرها ـ وبصماتها على شخصيته وعلاقاته ـ.
ولزيادة الايضاح فلنستوضح تأثير كل من المحيطين ـ الطبيعي والاجتماعي ـ على شخصية الطفل وسلوكه.
ولنفرد لكل موضوع من هذه المواضيع بحثاً به:
1 ـ المحيط الطبيعي: إن القاعدة الاساسية في تربية الطفل في هذا المجال هي أن تكون العلاقة بين الطفل والطبيعة قائمة على أساس من التّفهم والطمأنينة والاهتمام بالطبيعة، وأن نعمل على إبعاد المخاوف عنه، ونلفت نظره الى مواطن السرور والامان في هذا العالم، لنصونه من ردود الفعل النفسية المؤلمة والضارة من جهة، ونجعله يتجه نحو الطبيعة يستلهم منها معاني الحب والبهجة والجمال ويتشوق الى البحث والتعرف والاكتشاف من جهة أخرى.
قال تعالى:
(أولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء).
ومن الواضح لدينا أن الطفل يتأثر بالمحيط، وينفعل به، فيتوجه الينا بتساؤلات كثيرة عن هذا العالم الذي يثير إعجابه فيستهويه، ويستجلب نظره.. فالرعد والحيوان الغريب، ونباح الكلب ودوي الريح ومياهُ النهر والبحر والظلام..الخ، كلها أمور تثير مخاوف الطفل وتبعث في نفسه القلق وتجعله ينظر اليها بحذر وخوف، ويعدّها في عداد الخطر، فيتطور هذا الخوف، ويأخذ أشكالاً مختلفة، وتحوّلات مناسبة لنمو الانسان، فتترسّب حالات الخوف في اللاشعور فتنشأ شخصيته على القلق والتردد والتهيب والشعور بالخوف.
وكما تفعل الظواهر الطبيعية هذا الفعل السلبي الخطر في نفسية الطفل، فانها تؤثر أيضاً إيجابياً نافعاً في نفسه. فالطفل يفرح ويُسر بمنظر المطر، وتمتلىء نفسه سروراً وارتياحاً بمناظر الحقول والحدائق الجميلة، ويأنس بصوت الطيور ومشاهدة الازهار، فواجب المربي إذن ـ المعلم والابوين ـ أن يعملا على إيجاد علاقة وديّة ومُسرّة بين الطفل والطبيعة، لندربه على مواجهة الامور التي يخافها ونطمئنه ونحيطه بالثقة والعطف، فنزيح من نفسه الخوف وروح الانطواء والحزن، أو نستصحبه معنا الى النزهة فنشعره بمظاهر البهجة والسرور، ونعطيه القدر الكافي من الحرية، ونجيب عن تساؤلاته التي يثيرها حول المطر والشمس والنجوم والقمر والرعد والظلام...الخ، فننمي فيه روح الاستطلاع، وحبّ الطبيعة بما فيها من آيات بارعة مثيرة للاعجاب، لينشدّ اليها، ويعرف مكانه فيها، وعلاقته بها، ويدرك عظمة خالقه، ومواطن القدرة والابداع، فيتجه نحوها مطمئناً متواضعاً، يملا قلبه الحب والخير. ويتركز في نفسه مفهوم هام علمي وعقيدي، وهو أن الطبيعة بما فيها وضعت وخلقت للانسان ليتصرف فيها، ويستفيد منها، ويكيِّف طاقاتها لصالحه، معززاً ذلك بالتوجيه القرآني القائل:
(هو الذي خلق لكم مافي الارض جميعاً).(14)
وهذا التسخير هو تمكين الانسان من تكييف قوى الطبيعة، واستخدام مخزونها لصالح الانسان، ووفق الاسس والمفاهيم الانسانية التي كوَّنها من خلال علاقته بعالم الطبيعة: مفاهيم الحب والخير والجمال والسلام. والعلم هو الاداة الفعالة في هذا المجال لاكتشاف مافي الطبيعة من قوى وقوانين كونية تسخر لصالح الانسان.
2 ـ تأثير البيئة الاجتماعية: البيئة الاجتماعية هي تلك الصيغة الحياتية والعلاقات الانسانية المختلفة التي تتكون نتيجة التفاعل والتعامل الانساني القائم بين الافراد، وهذه الوضعية الاجتماعية تؤثر بلا شك في أفرادها القادمين اليها بعد الولادة، وهي غالباً ما تطبعهم بطابعها وتمنحهم صفاتها، وحينما نتكلم على البيئة الاجتماعية للطفل نقصد بها الاجواء الاجتماعية التي تحتضنه، وتؤثر عليه في أدوار نموه وتكامله، كالعقائد والاعراف والتقاليد وطريقة التفكير...الخ.
ويمكن تلخيص البيئة الاجتماعية بالمجالات الاتية:
أ ـ الاسرة.
ب ـ المجتمع.
ج ـ المدرسة.
د ـ الدولة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://toooootee.hooxs.com
 
الطفل والمحيط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـديـات *¤ô§ô¤* تـوتـي *¤ô§ô¤* :: قـسـم الـمـواضـيـع والـمـشـاكـل-
انتقل الى: